يتضح من خلال قراءة المشهد السياسي منذ ثورة 25 يناير 2011 أن المجلس العسكري قام بعدة تكتيكات في التعامل مع الحالة الثورية ،،
وبداية فإن مجرد معرفة هذه التكتيكات يجعلنا نتوقع خطوات العسكر المستقبلية فنحترز لها و لا نقع فى الافخاخ التى يصنعها لنا:
1-إتخذوا مبدأ الصواب و الخطأ فيجربوا بطرح كل ما يحلمون به و يحقق مصالحهم كاملة فإن سارت الأمور على ما يشتهون و سكت الشعب و سكتت القوى السياسية و تخاذلت بعضها بالتحالف معه فبها و نعمة و إلا يتنازل بالرجوع مجرد خطوات بسيطة للخلف ثم يجرب من جديد و هكذا.
2-يلجأ لقرارات مبالغ فيها هى تكتيكية فقط يعلم يقينا أنها لن تمر و لكن تكون للتفاوض مع القوى السياسية و الشعبية حيث تقع بعضها فى الفخ فتبحث عن حل وسط فى ظنهم مع العسكر هو عين ما كان يريده فعلا.
3-فى كل حق يمنحك إياه يعطيك الجزء الأكبر منه كطعم و يستثنى جزء بسيط يستغله كثغرة لتدمير ما تحصلت عليه لأنك تعتقد أنه من الحصافه ألا تتنازل عما نلته من أجل شئ بسيط .و ما يحرك من يرضى بذلك إلا طمعه و خفة عقله و تنازله فى حقه و حق غيره.
4-يمنحك حقوق تطلبها و لكنه يفرغها من معناها فلا تنتفع بها و لكنه كسب وقتا أكثر و أثبت عليك أنه أكرمك و تنازل لك و تعاون معك و أنك مدان له أمام الناس أشهر مثال على ذلك المحاكمات لقتلة الثوار و التى إنتهت ببرائتهم و محاكمة مبارك المسجون فى سجن 10 نجوم ومجلس الشعب العديم القيمة و أنتخابات فى ظل المادة 28.
5-يتعامل مع القوى السياسية بطريقة فرق تسد حيث يصنع فتنا بينهم ثم يقدم نفسه أنه الحكم بينهم و يوهم كل فصيل أنه الحامى الوحيد له من تغول القوى الأخرى المنافسة له
6-إستغلال طائفة أو أكثر ليضرب بها الباقى ثم يدور على من إستغلها ليقضى عليها بسهولة بعما أصبحت وحيدة
7-يتبع سياسة إمتصاص الصدمات فكما تفعل "السوستة" عندما تضغط عليها بكل قوتك تمتصها حتى تتلاشى ثم بعدها بعد صرت ضعيفا تقذفك بنفس القوة أبعد حتى مما كنت تقف.هذا ما يفعله العسكر مع الإعتصامات و المظاهرات يفرغها من زخمها و قوتها بوعود زائفة و تنازلات وهمية لينقض بعد ذلك مفترسا من هاجموه
8-إصدار القوانين و التشريعات التى تجعل عملية التحول للعدالة و الحرية فى مصر عملية صعبة شائكة تكون بمثابة الألغام فى طريق الشعب الذى يتوق لهذه العدالة و هذه الحرية.
9-الحفاظ على أركان النظام السابق أو جسد النظام بعد الإطاحة برأسه فى جميع المراكز المسيطرة على الهيكل الإدارى للدولة و الداخلية و رجال الأعمال الفاسدين و غير ذلك و لا يتخلى العسكر أبدا عن رجل واحد من رجال النظام البائد مهما صغر شأنه إلا إضطرارا مع إستبداله بمن يكمل المسيرة طبعا فتتغير الأسماء و الأشكال ويبقى المضمون دائما كما هو
10-الحفاظ على الوضع فى مصر محتقن و متأزم دون الوصول لمرحلة الإنفجار الشامل الذى سيطيح بالجميع بمن فيهم المجلس العسكرى نفسه فعند الضرورة القصوى ( القصوى فقط ) يستجيب العسكرى لبعض المطالب الفئوية أو الثورية و لكن دون مجاوزة الحد الضرورى فتكون هذه الإستجابات بمثابة المسكنات و ليست علاجا جذريا أبدا و تكون الإستجابة جزء جزء قطعة قطعة و ليس كل مايريده المطاليبين أو على الأقل خداع هؤلاء المطاليبين بأن المجلس سيحقق رغباتهم فى تاريخ لاحق فسياسة العسكرى هى سياسة النفس الطويل و اللعب على عامل الزمن.
11-إستغلال الضعف الشديد "للذاكرة الجمعية" للمصريين فما يحدث للشعب المصرى فى مجموعه ينساه بسهولة و لكن فرديا لا يحدث ذلك فكل منا يتذكر مآسيه الشخصية جيدا و لإتمام هذا إلزهايمر يشغله بالمزيد من المصائب و هكذا و إلا فأين مجزرة محمد محمود و أين مجزرة بور سعيد و أين مجزرة العباسية لا يتكلم عنها أحد من عموم المصريين و كأنها لم تحدث أصلا للأسف هذا يمكن العسكر من إرتكاب المزيد من الجرائم دون أن يخشى ردة فعل الشعب و لا حول و لا قوة إلا بالله.
12-إستغلال حالة التهاون "الجمعى" المذل المذموم لعموم الشعب المصري فى تحصيل حقه و الثأر لكرامته بينما على المستوى الفردى تجد الناس يتشاحنون و يتشاجرون بل و يتقاتلون لأتفه الحقوق و لأتفه الأسباب و لذلك مهما فعل العسكر من ظلم بالناس طالما كان بصورة جماعية سيتسامحون و بكل بساطة شئ غريب فعلا أنهم ليسوا كذلك على متستوى الفرد.
13-إستغلال الضعف العقلى "الجمعى" للمصريين فهم عندما يرون قتلى و جرحى و طلقات نارية و خرطوش يطلقها جنود و ضباط و بلطجية العسكر على المتظاهرين على الشاشات و يحكى لهم من رأى بعينه ثم يخرج عليهم أى أحد من العسكر يجزم بكل حزم أنهم لم يطلقوا رصاص و لم يقتلوا أحد يصدقونه و يكذبون حواسهم و عقولهم و لسان حالهم أمعقول أن ينكروا هكذا و بثقة إلا إذا كانوا بالفعل على صدق.و سبحان الله هذه الظاهرة العجيبة لا تظهر فينا إلا عند التجمع أو حدوث كارثة لجمع كبير اما على المستوى الفردى تجد "الفكاكة" و "الفهلوة" سبحان الله
14-تسمية الأشياء بغير أسمائها الحقيقية لتخدع الناس مثل تسمية الثوار بلطجية و الثورة فوضى و القمع الوحشى هيبة الدولة و هكذا مثلما تفعل أمريكا تحارب الإسلام و تسميه إرهابا.
15-إتباعهم سياسة الأرض المحروقة فهم عندما يضطروا لتحقيق شئ من مطالب الثورة يزرع ألغاما فى طريقك فتغنر بإنسحابه و تدخل منطقة الألغام التى أخلاها لك لتنفجر بك
16-إستعداء عوام الشعب المصرى ( الذين هم ما زالوا على طبائعهم من الجهل المطبق والخنوع المذل و الرضا بأقل القليل من حقوقهم خصوصا الفئات الفقيرة التى تعيش يوما بيوم و يعلم العسكر كل ذلك) على الثورة و الثوار و ذلك بإنتشار الإنفلات الأمنى المتعمد و نقص الإحتياجات الأساسية مثل أزمات السولار و إسطوانات البوتاجاز فيتصور الناس أن السبب فى ذلك الثورة و الثوار فينقلب الناس على الثوار ويكرهون الثورة .
17-بقدر الإمكان ( دون توسيع المدى ) القتل أو الإصابة بالعاهات المستديمة لعدد من الثوار لترويع باقى الثوار فى كل مصر و تخويفهم فيكونوا عبرة لمن يعتبر.
18- إطلاق التصريحات المستفزة أو التهديدية و إصدار القرارات والتشريعات و التى يعلم تمام العلم أن قوى الشباب الثورية سترفضها بل و يعلن أنه لن يتراجع أبدا مهما حدث رغم أنه مستعد بالفعل للتراجع فيستثير أعصابهم إلى أقصى حد مستغلا حقيقة أن التركيبة النفسية العصبية للشباب سهلة الإستثارة حتى إذا وصل غضبهم إلى أقصى مداه يتراجع جزئيا ثم يعود فيبدأ من جديد وهكذا دواليك وذلك يساعد فى إنهاك هذه القوى الشبابية المحرك الرئيسى للثورة.
19- إستغلال عامل الزمن فهو دائما فى صالح العسكر و ضد مصالح الثورة و الثوار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق