هب وافقا من مقعده – ضر ب الهواء بيده –نظرا الى ساعته وطفق يتمتم لقد مرت ساعتان وهن مازلن بالداخل .
نظر
الى باب الحجرة الذى انفتح لتخرج منه أحدى السيدات – انها القابلة - تسأله ين الماء
الساخن فيشير لها تجاه المطبخ ثم ما يلبث
ان يعدو خلفها .
يسألها
كيف حالها ؟ بادرته أن الولاد ة صعبة قوى يا أستاذ ..
وما لبثت أن عاودت أدراجها وهى تحمل بين
يديـــــها جفنـــــة الماء الساخن .،
تركته
منفردا تلعب به الهواجس وتخيفه الظنون أنه يعلم انها بالداخل تعاني الآلام .. ماذا
يستطيع ان يقدم لها ؟!
تزاحمت
هذه الهواجس برأسه فخلقت لديه إحساسا بالعجز التام .. ضاق صدره......
حنت منه إلتفاتة الى (علبة لفائف التبغ ) الموضوعه
على المنضدة –منذ أن قرر أن يقلع عن التدخين علم من شيخ المسجد الذى يصلى فيه أن
التدخين حرام – وأخرج منها لفافة تبغ
وضعها فى فيه اخراج الثقاب لبشعلها وقعت عينيه على البرواز الموضوع على الحائط
المواجه له قرأ الأية (ومن يتق الله يجعل له خرجا)...
أنتفض
جسده أنفلتت السيجارة من بين شفتيه المرتعدتين . فركها بقدمه ، أصابته سعلة خفيفة ....
علا صراخها .... جرى تجاه الباب ليراها ادار
المقبض فبرزت له سيدة أنها أمه بادرته ماذا تريد يا بنى أجابها بصوت مرتعش اريد أن
أطمئن عليها ... خرجت أمه وأغلقت خلفها الباب وقالت له لاتقلق يابنى أن الله معنا ،
ماذا يا ولدى لو ذهبت للمسجد لتصلى وتدعو الله لها . أجابها بتثاقل سأذهب ، فتح
باب الشقة ، هبط درجات السلم ببطىء ثقيل ،
مرت اللحظات كئيبة وهو يهبط .
دخل المسجد ...توضأ ... شرع فى
الصلاة .. أطال السجود ... بللت دموعه
صفحة وجهه .. السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله .. انتهى من
صلاته رفع يديه الى السماء ضارعا – إن الله يستحى أن يرد يدا عبده أذا رفعها اليه
ليدعوه – تذكر الدعاء كان يحفظه الهم والغم سمعه عن رسول الله صلى الله وعليه وسلم
لهج لسانه به (اللهم احرسنى بعينك التى لاتنام واكنفنى بعزك الذى لايرام وكم من بلية ابتليتنى بها قل لك بها عندها صبرى
،، فيا من كل شكرى عنده طاعته فلم يحرمنى وما من قل صبرى عن بليته فلم يطردنى اسألك ان تصلى على محمد وعلى آل محمد ، اللهم
اجعل لى من الهم فرجا ومن الضيق مخرجا).
أحس
بالسكينه تثلج صدره وتقر عينه .و شعر بالطمأنينه تغشاه غادر المسجد ...صعد
درجات السلم ... سمع صراخها يعلو ثم يخفت
صعد السلم بسرعه متناهية ترانت الي أذنيه صيحة استهلال المولود ... دق قلبه
دقات متلاحقة .. فتحت له القابلة بادرته مبروك جالك ولد بادرها والست ؟؟ قالت الحمد لله ربنا ستر تمتم
الحمد لله ... الحمد لله فتح الباب الحجرة ثم دلف اليها .
نظر
في عينيها بدت واهنة متعبة ، أمسك
بيدها وعلي جبينها طبع قبلة دافئة تحمل كل معاني اللهفة و العرفان ثم هنأها
بالسلامة "ألف حمد لله علي سلامتك ،
يا أم ولي العهد".
أحتضن
الوليد بين يديه وفى أذنه اليمنى أذن الأذان وفى أذنه اليسري أقام الصلاة ... الله
أكبر الله أكبر – اشهد أن لا اله الا الله – أشهد أن محمد رسول الله – حى على
الصلاة- حى على الفلاح – قد قامت الصلاة – قد قامت الصلاة – الله أكبر – الله أكبر
– لا اله الا الله .
ثم
انطبعت علي شفتيه ابتسامة الرضا ، رفع عينيه الي السماء وتمتم "الحمد لله
"، وفي رأسه ترنيمة ما تلبث ان تنتهي الا ان تبدأ " ومن يتق الله يجعل
له مخرجا ".
============================================|================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق