الخميس، 26 أبريل 2012

الأصوات الحاصل عليها الاحزاب 2011




1-
الحرية والعدالة 10.138.134
2-
النور 7.534.266
3-
الوفد الجديد 2.480.391
4-
تحالف الكتلة المصرية 2.402.238
5-
الوسط الجديد 989.004
6-
ائتلاف الثورة مستمرة 745.863
7-
الإصلاح والتنمية 604.415
8-
الحرية 514.029
9-
مصر القومى 425.021
10-
المحافظين 272.910
11-
السلام الديمقراطى 248.281
12-
المواطن المصرى 235.395
13-
العدل 184.553
14-
الإتحاد المصرى العربى 149.253
15-
الإتحاد 141.382


الإجمالى 27.065.135
أما الأحزاب التى لم تحصل على النسبة المتطلبة للتمثيل فهي :

الحزب عدد الأصوات الحاصل عليها

1
العربى الديمقراطى الناصرى 133.469
2
المستقلين الجدد 119.371
3
الغد 99.008
4
مصر الثورة 76.552
5
الثورة المصرية 67.679
6
مصر الحديثة 55.259
7
الجبهة الديمقراطية 43.718
8
العربى للعدل والمساواة 42.135
9
المصرى الديمقراطى الإجتماعى 22.379
10
العدالة والتنمية المصرى 21.090
11
الوعى 18.728
12
المصريين الأحرار 13.831
13
السلام الإجتماعى 11.437
14
الأحرار الإشتراكيين 10.889
15
حراس الثورة 10.668
16
التحرير المصرى 10.349
17
الدستورى الإجتماعى الحر 9.713
18
صوت مصر 7.591
19
الأمة 7.352
20
حقوق الإنسان والمواطنة 4.440
21
الشعب الديمقراطى 277
الإجمالى 785.935

يذكر أن إجمالى الأصوات الصحيحة على مستوى الجمهورية بلغ (27.851.070 صوتا) بينما بلغ عدد الأصوات المتطلبة للتمثيل (05ر$) 139.255 صوت

الاثنين، 23 أبريل 2012

حول قضية دارفور السودانية


   لعل من أهم الأسباب التي تفسِّر عدم وجود تعاطف شعبي إسلامي كبير مع مشكلة السودان - هو جهل المسلمين بحقيقة الأوضاع في داخل هذا البلد الإسلامي الكبير، خاصةً في منطقة دارفور، والتي برزت على الساحة فجأةً وبشكل كبير في السنوات القليلة السابقة .

الأصول التاريخية لمشكلة دارفور :
  إقليم دارفور أحد أكبر الأقاليم في السودان الآن، وهو يقع في غرب السودان، وتبلغ مساحته أكثر من نصف مليون كيلو متر مربع، ويقترب عدد سكانه من ستة ملايين إنسان معظمهم من المسلمين السُّنَّة، وعندهم توجُّه إسلامي واضح حيث تزداد فيهم نسبة الحافظين لكتاب الله بشكل لافت للنظر، حتى يصل بهم البعض إلى نسبة 50 % من السكان، وإن كنت أرى أن في هذا الرقم مبالغةً كبيرة، ولكنّه ـ بشكل عام ـ يعطي انطباعًا عن الطبيعة الإسلامية لهذا الإقليم، ولعلّ هذا من الأسباب التي جعلت اهتمام الغرب والصهاينة به أكثر وأعظم .
لقد ظهرت في هذا الإقليم حركات تدعو للتمرد والانفصال عن الكيان الأم السودان، وكان هذا في فترة التسعينيات من القرن العشرين، ثم تفاقم الوضع، ووصل إلى المحاولات العسكرية للانفصال في سنة 2003، وازداد الوضع اضطرابًا مع مرور الوقت، وأصبحت القضية مطروحة عالميًّا: هل ينبغي أن تنفصل دارفور عن السودان؟ أم أنّ بقاءَها كإقليم في داخل الدولة أمر حتمي ؟!
لا بد من الاعتراف أنّ وضع دارفور كان خطيرا للغاية، وأن احتمالات انفصالها واردة بعض الشئ  وذلك للعمل الؤوب لغسرائيل وأمريكا وأوربا في هذا الأمر بدعمل من عملاء سياسيين وذو المصالح الخاصة من داخل السودان ودارافور خاصة، وأننا نريد عملاً دءوبًا ليل نهار حتى نمنع هذه الكارثة..
ولا داعي للجُمَل العنترية بأن: دارفور ستبقى سودانية إلى الأبد مهما كانت الظروف! ولماذا نقول إن احتمالات الانفصال واردة بعض الشئ ؟!

لماذا دارفور :

أولاً: المساحة الضخمة لهذا الإقليم،
والتي تؤهله أن يكون دولة مستقلة بإمكانيات قوية، حيث إنه ليس فقط أكبر من عشرات الدول في العالم، ولكنه أيضًا يمتلك البترول واليورانيوم، ولقد دأب المحللون الغربيون على وصف الإقليم بأنه يساوي مساحة فرنسا ليرسِّخوا في الوجدان أنه من الممكن أنْ يُستقلَّ بذاته .

ثانيًا: الحدود الجغرافية المعقَّدة للإقليم
، فهو يتجاور من ناحيته الغربية مع تشاد بحدود طولها 600 كيلو متر، وكذلك مع ليبيا وإفريقيا الوسطى ودولة جنوب السودان العميلة . ومن المعروف أن هذه المناطق الصحراوية والقبلية ليست مُحْكَمة الحدود كغيرها من الدول، وعليه فدخول الأفراد من وإلى دارفور سهل للغاية، وخاصةً أن هناك قبائلَ كثيرة ممن تعيش في الإقليم ترتبط بعَلاقات مصاهرة ونسب وعلاقات اقتصادية وسياسية مع القبائل في الدول المجاورة وخاصةً تشاد، وهذا جعل الكثير من المشاكل السياسية التي تحدث في تشاد تكون مرجعيتها إلى دارفور والعكس، وهذا يعني أن الدول المجاورة ستكون عنصرًا فاعلاً في مشكلة دارفور، شئنا أم أبينا.

ث
الثًا: طبيعة القبائل في الإقليم تثير الكثير من القلق، فمع أن الجميع مسلمون، إلا أن الأصول الإثنيّة تختلف، فحوالي 80 % من السكان ينتمون إلى القبائل الإفريقية غير العربية، وهؤلاء يعملون في المعظم في الزراعة، أما بقية السكان فمن القبائل العربية التي هاجرت في القرن الماضي إلى منطقة دارفور، وهؤلاء يعملون في الرعي. وهذه الخلفيات العِرقيّة لها تأثير في الاختلاف بين الطائفتين، وهذا أمرٌ متوقّع، ومن الغباء أن ننكره، ونكتفي بالقول بأن الجميع مسلمون، فقد حدثت خلافات قبل ذلك بين المهاجرين والأنصار، وبين الأوس والخزرج، وما لم يُؤخذ الأمر بجديّة وتعقُّل فإن الخلافات قد تتعقد جدًّا، ومِن ثَمَّ ينعدم الأمان في المنطقة، وهذا قد يدفع السكان إلى البدائل المطروحة، ومنها الانفصال تحت قيادة موحَّدة قوية تضم الجميع. ويزيد من تعقيد الموضوع في دارفور مشكلة التصحُّر وقلةُ المراعي؛ مما يدفع القبائل الكثيرة إلى التصارع على موارد الماء ومناطق الزراعة، وهو صراع من أجل الحياة، يصبح إزهاقُ الأرواح فيه أمرًا طبيعيًّا!

رابعًا: البُعد التاريخي المهمّ لمنطقة دارفور
يجعل مسألةَ انفصالها أمرًا خطيرًا يحتاج إلى حذرٍ وحرص؛ فالمنطقة في معظم تاريخها كانت بالفعل مستقلة عن السودان، وكانت في واقع الأمر سلطنة مسلمة تضم عددًا كبيرًا من القبائل الإفريقية، وآخر سلاطينها هو السلطان المسلم عليّ بن دينار، الذي حكم من سنة 1898 إلى سنة 1917م، والذي كان يرسل كسوة الكعبة إلى مكة على مدار عشرين سنة كاملةً !، وكان يُطعِم الحجيج بكثافة، لدرجة أنه أقام مكانًا لتزويد الحجاج بالطعام عند ميقات أهل المدينة المعروف بذي الحُلَيفة. وقد وقف هذا السلطان المسلم مع الخلافة العثمانية في الحرب العالمية الأولى من منطلق إسلامي، إلا أن هذا أزعج جدًّا السلطات الإنجليزية التي كانت تسيطر على السودان آنذاك، فقامت بضم هذا الإقليم إلى السودان في سنة 1917م، ومن يومها وهو جزء من السودان، وهذه الخلفية التاريخية تشير إلى نفسيّة السكان الذين إذا لم يشعروا بالأمان والاطمئنان لحكومة السودان، فإنهم سيرغبون في العودة إلى ما كانوا عليه منذ مئات السنين، وهو التجاور مع السودان وليس الانضمام لها.

 خامسًا: التدخل الغربي الصهيوني الكثيف في المنطقة يغيِّر الكثير من الحسابات، ويدفع بقوة إلى فكرة الانفصال، وذلك لتحقيق مصالح استراتيجية خطيرة، وقد أصبح هؤلاء يتعاملون بمنتهى الوضوح مع قادة التمرد في دارفور؛ لكي يدفعوهم إلى الانفصال لتقوم دولة تدين بالولاء إلى الكيانات الغربية والصهيونية الموالية، وتأتي في مقدمة الدول المهتمَّة بإقليم دارفور فرنسا، حيث تمثِّل هذه المنطقة تاريخًا مهمًّا جدًّا لفرنسا؛ لأن دارفور هي أقصى شرق الحزام المعروف بالحزام الفرانكفوني (أي المنسوب إلى فرنسا)، وهي الدول التي كانت تسيطر عليها فرنسا قديمًا في هذه المنطقة، وهي دارفور وتشاد والنيجر وإفريقيا الوسطى والكاميرون، وقد استطاعت فرنسا الوصول إلى شخصية من قبيلة الفور، وهي أكبر القبائل الإفريقية في دارفور، وإليها ينسب الإقليم (دارفور)، وهذه الشخصية هي عبد الواحد محمد نور العميل السياسي البغيض صاحب التوجُّهات العلمانية الفرنسية الواضحة، ومؤسِّس أكبر جماعات التمرد في دارفور، والمعروفة باسم جيش تحرير السودان، وهي حركة مختلفة عن الجيش الشعبي لتحرير السودان، والمتمركزة في جنوب السودان، وإن كانت الأيدلوجية الفكرية للحركتين متشابهة، بل هناك تنسيق واضح بينهما.
  أما إنجلترا فهي تضع أنفها في المنطقة عن طريق  حركة تمرد أخرى تنتمي إلى قبيلة أخرى من القبائل الإفريقية، وهي قبيلة الزغاوة الغير سودانية أصلا وفصلا، حيث قام مدعومًا ببريطانيا بإنشاء حركة العدل والمساواة، وهي كذلك حركة علمانية تطالب بفصل دارفور عن السودان.
وإضافةً إلى فرنسا وإنجلترا فهناك أمريكا صاحبة الأطماع المستمرة ليس في دارفور فقط، ولا في السودان فحسب، بل ليس في القرن الإفريقي وحده، وإنما في العالم أجمع!! فهي تدفع بقوة في اتجاه وجود قوات دُوليّة لحفظ السلام في المنطقة تكون تحت السيطرة المباشرة لمجلس الأمن، ومِن ثَم لأمريكا. وأخيرًا تأتي دولة الكيان الصهيوني "إسرائيل" لتشارك بقوَّة وصراحة ووضوح في مسألة دارفور، وليس فقط عن طريق تحالف جماعات الضغط الصهيونية في أمريكا والمعروف بتحالف "أنقذوا دارفور"، ولكن أيضًا عن طريق التدخل السافر للحكومة الصهيونية نفسها حيث رصدت الحكومة الصهيونية مبلغ 5 ملايين دولار لمساعدة لاجئي دارفور، وفتحت الباب أمام الجمعيات الخيرية في إسرائيل للمشاركة. كما أعلنت عن استعدادها لشراء أدوية ومعدات لتحليل المياه بما يعادل 800 ألف دولار يتم جمعها من بعض الشركات الصهيونية!! كما سبق أن أعلنت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية اليهودية في اجتماع لها مع بعض السفراء الأفارقة في تل أبيب سنة 2008 أن حكومتها ستسعى لإيجاد حل لأزمة دارفور!!

وبالطبع لن تترك المجال عند الحديث عن التدخل الأجنبي في المنطقة دون الإشارة إلى عشرات الجمعيات الإغاثية، والتي تمارس خليطًا من الأعمال الإغاثية من جانب، والتبشيرية التنصيرية من جانب آخر، والإجرامية من جانب ثالث، وليس ببعيدٍ ما فعلته جمعية "لارش دي زو" الفرنسية من خطف أطفال من دارفور لبيعهم لعائلات إنجليزية وفرنسية، حيث تم اكتشاف هذه الفضيحة في أكتوبر 2007، وما خفي كان أعظم  !

سادسًا: الأخطاء الإدارية والفكرية الفادحة التي وقعت فيها الحكومة السودانية على مدار عِدَّة عقود أدت إلى الوصول إلى هذا الوضع المعقَّد؛ فواقع الأمر أن الحكومة السودانية لا تتعامل مع دارفور كجزءٍ مهم في الدولة السودانية، وذلك منذ عشرات السنين، وكان منطلقها في ذلك أنها أرض صحراوية تعيش فيها قبائل بدوية، وليس فيها ثروات تُذكر، ولا تداخل مع الشئون السودانية بشكل مؤثر؛ وهذا أدى إلى فقرٍ شديد للمنطقة، وفقدان للبنية التحتية، وانعدام للأمن، وعدم تمثيل مناسب في الحكومة أو البرلمان، وعدم وجود اتصال علمي أو إعلامي مع المنطقة، وغير ذلك من مظاهر الإهمال التي أفقدت الكثير من شعب دارفور الولاء لدولة السودان الأم، وحتى عندما تولى الرئيس عمر البشير الحكم بعد الانقلاب 1989 فإنه تولى في ظروف صعبة تزامنت مع الحرب المدمِّرة في جنوب السودان، والتي أخذت الاهتمام الحكومي السوداني كله، فازداد السقوط المعنوي في دارفور، وهذا كله قاد إلى تنامي حركات التمرد، وحتى عندما تتم جلسات مصالحة أو تفاوض مع زعماء المتمردين، فإنها تكتفي بتأجيل المشكلة لا حلها، وهذا يُهدِّئ الأوضاع لفترة محدودة لتعود لتشتعل بشكل أكبر بعدها بقليل !

سابعًا: الضعف العسكري الشديد للحكومة السودانية، فجيشها لا يزيد على 90 ألف جندي، بإمكانيات عسكرية هزيلة للغاية، وخاصةً بعد المرور بحرب جنوب السودان على مدار عشرين عامًا كاملة، أرهقت الجيش بصورة كبيرة، وهذا الجيش الضعيف لا يستطيع بحال أن يسيطر على المساحات الشاسعة الموجودة  بالسودان بصفة عامة، وفي دارفور بصفة خاصة؛ وهذا أدى إلى ظهور عصابات "الجانجويد"، وهي عصابات من قبائل عربية تركب الخيول وتلبس الملابس البيضاء وتحمل الرشاشات، وتتجول بِحُرِّية في ربوع دارفور، فتقتل وتسرق وتفرض ما تريد، ويتَّهِم الغرب الحكومة السودانية بالتعاون مع عصابات الجانجويد، وتنفي الحكومة السودانية ذلك، ولكنه في العموم مظهر من مظاهر الانفلات الأمني، والضعف العسكري غير المقبول؛ فإذا كانت الحكومة متعاونة مع الجانجويد كما يقول الغرب، فهذا مظهر من مظاهر الضعف حيث لا تستطيع الحكومة بنفسها السيطرة على الأمور فتلجأ إلى البلطجية والمجرمين!ّ . وإذا كانت الحكومة غير متعاونة معهم، فهذا أيضًا مظهر من مظاهر الضعف، حيث تعلن الحكومة بصراحة أنها لا سيطرة لها على عصابات الجانجويد، وأنهم يقتلون من الجيش السوداني كما يقتلون من المتمردين، وهذا وضع في الحقيقة غير مقبول من حكومة مستقرة وجيش نظامي، وهو أمر يحتاج إلى مراجعة وحساب.

ثامنًا: حالة الجهل الشديدة التي يمر بها أهل دارفور، مع كون الكثير منهم يحفظ كتاب الله عزَّ وجلَّ، فمدارسهم ضعيفة جدًّا، وإعلامهم منعدم، ومِن ثَمَّ فإن السيطرة الفكرية عليهم تصبح سهلة للغاية. وليس بالضرورة أن يكون الأمر بالتحوُّل إلى النصرانية، ولكن يكفي أن يطبِّقوا ما تريده الحركات المتمردة والغرب الصليبي والعدو الصهيوني من فصلٍ للدين عن الدولة، وعلمانية المناهج، وفكرة الانفصال، وهذا أمر قد لا يستنكره الشعب هناك في ظل غياب المعلمين والدعاة والمفكرين المخلصين .

تاسعًا: عدم وجود دراسات علمية موثَّقة تشرح طبيعة المنطقة، وتشعباتها الجغرافية والتاريخية والسكانية، وطرق التعامل مع القبائل المختلفة، ومناهج تفكيرهم ومنطلقاتهم، ومِن ثَم فإن الذي يسعى لحلّ المشكلة ولجمع الأطراف لا يستطيع غالبًا أن يدخل من الباب الصحيح، وقد يفشل في الحل حتى لو كان مخلصًا متجردًا؛ حيث لا يملك آليات الحل السليم، ولا المعلومات الدقيقة .


عاشرًا : حالة "الطناش" الإسلامية الشنيعة ! فهذه الأحداث المركَّبة تتفاقم منذ أكثر من عشر سنوات، ولا حراك، ولا شك أن ترك السودان بمفرده في هذه الأزمة سيجعل قضية انفصال دارفور أمرًا مسلَّمًا به، وعندها لن ينفع العويل، ولن تفيد العواطف.

السبت، 21 أبريل 2012

الي واحة ابن عطاء


أصْلُ كُلِّ مَعْصِيَةٍ وَغَفْلَةٍ وَشَهْوَةٍ الرِّضَى عَنِ النَّفْسِ ، وَأَصْلُ كُلِّ طَاعَةٍ وَيَقَظةٍ وَعِفَّةٍ عَدَمُ الرضى مِنْكَ عَنْهَا وَلأَنْ تَصْحَبَ جَاهِلاً لاَ يَرْضَى عَنْ نَفْسِهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَصْحَبَ عَالِماً يَرْضَى عَنْ نَفسِهِ ، فَأيُّ عِلْمٍ لِعَالِمٍ يَرْضَى عَنْ نَفْسِهِ ، وَأَيُّ جَهْلٍ لِجَاهِلٍ لا يَرْضَى عَنْ نَفْسِهِ.
                                                                     من حكم ابن عطاء الله السكندري

الثلاثاء، 10 أبريل 2012

عودة الي الحكم العطائية :


" لا يكن تأخر أمد العطاء مع الالحاح في الدعاء موجبا ليأسك
فالله ضمن لك الاجابة فيما يختار لك لا فيما تختاره لنفسك ،
وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد ".
                                                        
                                                            # من حكم ابن عطاء الله السكندري

الاثنين، 9 أبريل 2012

عن معاهدة السلام - قصيدة -



قالوا السلم
قلت مرحى ...مرحى بالسلم
ومن منا لايرضي بالسلم سبيلا
لكن معنى السلم .....؟!
أن أجلس مع قرد يتيه بسحنته الشوهاء
بزعم أنه خير شعوب الأرض
أن أكل فضلة خنزير
ظل حياته يأكل من أقذار الأرض
أن أخدم كلبا عاش ذليلا
يخدم كل كلاب الأرض
أن أشرب ماءا
لوثه القرد بفضلاته
والخنزير ببوله
والكلب بسؤره
دون أن يكون لى الحق
مجرد حق
أن اتقزز من هذا الماء
أن أرفض شربه
أن أسكبه فى مجارى مواسير الصرف
أو حتى أن أغسل ذا الأناء المتنجس
ولو مرة بتراب طارهر من أرض القدس
هل معنى السلم؟
أن أخسر أرضي
أن أفقد عرضى
أو حتى قد أفقد عمرى
من أجل ...
من أجل شطيرة برجر
تطعمنى الذل
من أجل شربة كولا
تسقينى المر
أو حتى من أجل حفنة دولارات
تسلمنى اليأس
لا.......
إن كان هذا هو معنى السلم
فإنى أرفض دوما هذا السلم
وأعلنها فى كل بقاع الدنيا
فليحيا الموت

الأحد، 8 أبريل 2012

زمن الخرفان -قصيدة من وحي الثورة -



 أحلم أنى خروف
 يتدثر بدثار من صوف   
لايمنع
بردا أو حرا أو خطرا أو حتى
أن أسمع
صوت الجزار يدندن بالعدل
ويشدو بالاستقرار
يلبس ثوب الحكمة
 يلمع
يخطف بالأبصار
وفوق الثوب يندلق نجوم من در
ونسور من ذهب
 يسطع
يغشى عقول الخرفان
ويدغدغ أحساسا لم يخمد يوما
ان نخطو نحو الحرية
*****
إلي قصر الجزار نسير
قطيع من غنم
يرتع
نقف صفوفا
نهتف بحماس
نتزاحم
وتحت سياط العسكر
نخشع
لصوت الجزار يخطب فينا
عن معنى الحرية
يرفع فينا سيفا
يلمع
يعلمنا ان الحرية تعني الفقر
تعني الموت.. تعني الفوضي
 تهدم أي استقرار

ولأول مرة كان علينا أن نختار
بين الفقر .. بين القتل .. بين الذبح
أو أن نركع
بين يدى الجزار
*****

ما أحلى أن تختار
شيىء حلو أن تختار
حتى وإن كنت قضيت عمرك خلف الأسوار
لا يعرف عقلك إلا أن يحتار
أو يتقطع
ليوم تنسم فيه الحرية
 حرية أن تختار
وحين يأتي عليك هذا اليوم
كان لابد أن تختار
 أن تبسط عنقك للذبح
أو تحيا حمار

يشقى..... يكدح .... يتعب
و قد ينكح جحشة
يحلم كل مساء بوقر من برسيم طازج
لو عز رغيف الفول
 في أيدي صغار
لا تعرف الا ان تبكي وحيدا
وأن تخفى الصوت
عن كل عين تتسمع
من جند أمن الجزار

*****
ترنو عن بعد لبعض الأخبار
تترى عن ورق ملعون يدعى
( الدولار)
يأتى من بلد فيها الحرية
حرية أن تختار
بلد... تعلمنا صباح مساء
فى تقرير ( الميديا ) ونشرات الأخبار
حرية أن تأكل ما شئت
ونحن لانجد  طعاما يكفى
لشبع الصغار
حرية أن تعشق كل أنثى تلقاها
وتسميها (جيرل فرند)
او قد تسميها لك زوجة
ونحن شعب علموه كيف يعيش أناثا
 في كل الأمصار
حرية ان تحيا كريما
في وطنك من باب الإكبار
حرية ان تبني وطنا يعيش فيك
كل الاعمار
حرية أن تكسب أرباحا
كالأمطار
ونحن  لم نر يوما إلا ديونا تأتي
كالاعصار
تصنع جناحين لكل دينار
يطير .. يرفرف
حتي يسقط  في جيب الجزار
ثم يفيض في جيب الأعوان
 كل الأعوان
الخادم والجندي والسياف
 وبعض الأنصار
الساجدين دوما في محراب الجزار

حرية أن تنطبق عددا
يجر أمامه عدة أصفار
عددا سموه " المليار"
ونحن قوم لم  نتعلم عداً
فوق الثلاثين ديناراً
أجر الشهر

تذهب عشر للخبز وبعض الجبن
وخمس أخرى في مدرسة الصغار 
وعشر ندفعها للسكن في علبة سردين
 وبعض (السولار)
وقودا للموقد والمصباح 
والباقي ضريبة مبيعات لوزير الجزار
*****

نحن لم نعرف شيئا عن هذا المليار
هل هو فوق المائة
أم دون الألف
لم نعرف أي معنىً للمليار
إلا معنى واحد
تعرفه كل القطعان
مليار قبيح
في قصر الجزار
مليار جريح
تحت سياط الجزار
مليار ذبيح
خلف سجون الجزار

الولادة - قصة قصيرة-




      هب وافقا من مقعده – ضر ب الهواء بيده –نظرا الى ساعته وطفق  يتمتم لقد مرت ساعتان وهن مازلن بالداخل .
نظر الى باب الحجرة الذى انفتح لتخرج منه أحدى السيدات – انها القابلة - تسأله ين الماء الساخن فيشير لها تجاه المطبخ  ثم ما يلبث ان يعدو خلفها .
يسألها كيف حالها ؟ بادرته أن الولاد ة صعبة قوى يا أستاذ ..
 وما لبثت أن عاودت أدراجها وهى تحمل بين يديـــــها جفنـــــة الماء الساخن .،
تركته منفردا تلعب به الهواجس وتخيفه الظنون أنه يعلم انها بالداخل تعاني الآلام .. ماذا يستطيع ان يقدم لها ؟!
       تزاحمت هذه الهواجس برأسه فخلقت لديه إحساسا بالعجز التام .. ضاق صدره......
 حنت منه إلتفاتة الى (علبة لفائف التبغ ) الموضوعه على المنضدة –منذ أن قرر أن يقلع عن التدخين علم من شيخ المسجد الذى يصلى فيه أن التدخين  حرام – وأخرج منها لفافة تبغ وضعها فى فيه اخراج الثقاب لبشعلها وقعت عينيه على البرواز الموضوع على الحائط المواجه له قرأ الأية (ومن يتق الله يجعل له خرجا)...
أنتفض جسده أنفلتت السيجارة من بين شفتيه المرتعدتين . فركها بقدمه ، أصابته سعلة خفيفة  ....
 علا صراخها .... جرى تجاه الباب ليراها ادار المقبض فبرزت له سيدة أنها أمه بادرته ماذا تريد يا بنى أجابها بصوت مرتعش اريد أن أطمئن عليها ... خرجت أمه وأغلقت خلفها الباب وقالت له لاتقلق يابنى أن الله معنا ، ماذا يا ولدى لو ذهبت للمسجد لتصلى وتدعو الله لها . أجابها بتثاقل سأذهب ، فتح باب الشقة ، هبط درجات السلم ببطىء  ثقيل ، مرت اللحظات كئيبة وهو يهبط .
       دخل المسجد ...توضأ ... شرع فى الصلاة  .. أطال السجود ... بللت دموعه صفحة وجهه .. السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله .. انتهى من صلاته رفع يديه الى السماء ضارعا – إن الله يستحى أن يرد يدا عبده أذا رفعها اليه ليدعوه – تذكر الدعاء كان يحفظه الهم والغم سمعه عن رسول الله صلى الله وعليه وسلم لهج لسانه به (اللهم احرسنى بعينك التى لاتنام واكنفنى بعزك الذى لايرام  وكم من بلية ابتليتنى بها قل لك بها عندها صبرى ،، فيا من كل شكرى عنده طاعته فلم يحرمنى وما من قل صبرى عن بليته فلم يطردنى  اسألك ان تصلى على محمد وعلى آل محمد ، اللهم اجعل لى من الهم فرجا ومن الضيق مخرجا).
أحس بالسكينه تثلج صدره وتقر عينه .و شعر بالطمأنينه تغشاه غادر المسجد ...صعد درجات السلم ... سمع صراخها يعلو ثم يخفت  صعد السلم بسرعه متناهية ترانت الي أذنيه صيحة استهلال المولود ... دق قلبه دقات متلاحقة .. فتحت له القابلة بادرته مبروك جالك ولد  بادرها والست ؟؟ قالت الحمد لله ربنا ستر تمتم الحمد لله ... الحمد لله فتح الباب الحجرة ثم دلف اليها .
       نظر في عينيها  بدت واهنة متعبة  ،  أمسك بيدها وعلي جبينها طبع قبلة دافئة تحمل كل معاني اللهفة و العرفان ثم هنأها بالسلامة  "ألف حمد لله علي سلامتك ، يا أم ولي العهد".
أحتضن الوليد بين يديه وفى أذنه اليمنى أذن الأذان وفى أذنه اليسري أقام الصلاة ... الله أكبر الله أكبر – اشهد أن لا اله الا الله – أشهد أن محمد رسول الله – حى على الصلاة- حى على الفلاح – قد قامت الصلاة – قد قامت الصلاة – الله أكبر – الله أكبر – لا اله الا الله .
ثم انطبعت علي شفتيه ابتسامة الرضا ، رفع عينيه الي السماء وتمتم "الحمد لله "، وفي رأسه ترنيمة ما تلبث ان تنتهي الا ان تبدأ " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ".
============================================|================